منوعات

لماذا يُحظر بيع البيض المنتج في الولايات المتحدة في أوروبا والعكس بالعكس؟

في أمريكا، تتخذ وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) إجراءات لضمان جودة وسلامة المنتجات الغذائية، بينما تركز إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على السلامة الصحية للمستهلكين. ومع ذلك، تبدو بعض اللوائح التي تحدد كميات الشعر والفئران في الطعام بمثابة مفارقات.

على سبيل المثال، يمكن أن يحتوي زبدة الفول السوداني في الولايات المتحدة على ما يصل إلى 30 جزءاً من شعر الفأر في كل 100 غرام، و9 ملغ من براز الفأر في كل كيلوغرام من القمح. هذه المعايير قد تبدو مثيرة للدهشة، لكنها في الواقع تهدف إلى تحديد مستويات العناصر الملوثة التي لا تشكل خطراً صحياً مباشراً.

وعلى الرغم من أن هذه القوانين قد تبدو غريبة، إلا أن الأخطاء في الممارسات الغذائية تحدث بشكل مستمر. وعلى الرغم من أن تشديد اللوائح قد يؤدي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية، فإنها تضمن سلامة المستهلكين.

في المملكة المتحدة، تختلف اللوائح تمامًا، حيث تحظر بيع البيض الذي لم يتم تنظيفه بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تباين اللوائح بين البلدين ويخلق تحديات قانونية للشركات المصنعة والمستوردة.

لكن السؤال المهم هو: لماذا تختلف اللوائح بين الدول؟ هل هناك ممارسة صحيحة وممارسة خاطئة؟ أم أن كل بلد يحاول تحقيق الغاية نفسها بطرق مختلفة؟

فيما يتعلق بالبيض في الولايات المتحدة، يشترط USDA على المنتجين تطهير البيض بشكل صحيح لضمان سلامة المستهلكين. وهذا يشمل غسل البيض بالماء الساخن لإزالة الأوساخ والبكتيريا، واستخدام مطهرات كيميائية للتأكد من عدم وجود بكتيريا متبقية. هذه العمليات تم تصميمها بعناية لضمان السلامة الغذائية.

يمثل تجفيف البيض جزءًا هامًا من هذه العملية، حيث يساعد في منع تسرب الميكروبات إلى داخل البيض ويحافظ على سلامته. بفضل هذه الإجراءات الدقيقة، يمكن للمستهلكين أن يطمئنوا إلى أن البيض الذي يشترونه آمن للاستهلاك.

بهذه الطريقة، توفر اللوائح الغذائية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مستويات مختلفة من الحماية للمستهلكين، ولكنها تهدف في النهاية إلى تحقيق نفس الهدف: ضمان سلامة الغذاء وحماية الصحة العامة.

يجب تنظيم درجة حرارة ماء الغسيل الدافئ بعناية وإلا فإن الماء البارد يمكن أن يتسبب في انقباض محتويات البيضة، وامتصاص الماء الملوث من خلال القشرة. قد تزداد النتائج سوءًا إذا لم تكن المنشأة المنتجة حريصة على تغيير مياه الغسل بانتظام وتركت البيض يغوص في المياه المتسخة.

لكن مع وجود مخاطر عالية لانتقال البكتيريا، في حال عدم تنظيفه بشكل غير صحيح، تعتقد المملكة المتحدة (والعالم أجمع تقريبًا باستثناء الولايات المتحدة) أنه لا يجب غسل البيض أو تنظيفه قبل بيعه للمستهلكين. بل يشجع قانون تسويق البيض في الاتحاد الأوروبي التربية الصحية في المزارع.

فنظرًا لأنه لا يمكن تنظيف البيض أو غسله وضمان نظافته من البكتيريا تمامًا، من مصلحة المزارعين أن ينتجوا بيضًا أنظف قدر الإمكان حيث لن يقوم أحد بشراء البيض إذا كان متسخًا. قد لا يبدو هذا مقنعًا للغاية ولكن السبب يكمن بأن البيضة تملك طبقة رقيقة على سطحها الخارجي تسمى “بشرة”.

تحمي هذه الطبقة البيض بشكل طبيعي من التلوث وتحافظ أيضًا عليه طازجًا لفترات أطول. يؤدي غسل البيض إلى إتلاف هذه الطبقة الواقية في معظما ويجعلها عرضة للتلوث من مسببات الأمراض والكائنات الدقيقة الأخرى.

في حالة عدم الغسيل، تكون البيضة قادرة على حماية نفسها بشكل طبيعي وإذا تم توخي الحذر أثناء استخدام البيض يمكن أيضًا تفادي تلوث المطبخ. وبالتالي، تعتقد المملكة المتحدة أن القليل من الحذر أفضل من المخاطر الكبيرة وتكلفة غسل البيض. الشيء الآخر الذي يجعل البيض البريطاني والبيض الأمريكي مختلفين هو كيفية تخزينهما.

في المملكة المتحدة وفي كل مكان تقريبًا في أوروبا، يمكنك رؤية البيض في أرفف المتاجر الكبرى غير المبرّدة. تنص لائحة الاتحاد الأوروبي على أنه يجب عدم تبريد البيض بشكل عام قبل بيعه للمستهلك.

حيث يمكن أن تتشكل رطوبة على سطح البيض المبرد عند تركه في العراء في درجة حرارة الغرفة (أثناء الانتقال بين السوبرماركت ومنزل المستهلك)، مما يسهل نمو البكتيريا وربما دخولها إلى البيضة.

النظام الأمريكي، من ناحية أخرى، يوجه البائع إلى تبريد البيض تحت 5 درجات من أجل تقليل خطر السالمونيلا الذي لا يعد مشكلة كبيرة في المملكة المتحدة لأن المزارعين الأوروبيين كانوا يلقحون الدجاج ضد مرض السالمونيلا في التسعينات وحصلوا على نتائج جيدة. أما التطعيم في الولايات المتحدة فليس ممارسة شائعة.

يختلف طعم البيض الأمريكي والبريطاني بشكل كبير بسبب الاختلاف في كيفية معالجته وتخزينه. ولكن كيف يمكنك أن تكون متأكد ما لم تزر البلدين.

شارك المقال